معرفة

دلالة آيات البحر في القرآن الكريم على وحدانية الله تعالى

معاني ودلالات آيات البحر في القرآن الكريم لا تخرج عمومًا عن أربعة معاني في الجملة وهي كما يلي: الدلالة على وحدانية الله تعالى و على نعم الله تعالى وعلى صدق الأنبياءوعلى بعض المعاني المتفرقة..

الخميس 13 محرم 1436 هـ , 06 نوفمبر 2014 معاني ودلالات آيات البحر في القرآن الكريم لا تخرج عمومًا عن أربعة معاني في الجملة وهي كما يلي: 1. الدلالة على وحدانية الله تعالى 2. الدلالة على نعم الله تعالى 3. الدلالة على صدق الأنبياء 4. الدلالة على بعض المعاني المتفرقة دلالة آيات البحر في القرآن على وحدانية الله تعالى: حمل البحر السفن وسيرها فيه : ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ))، ((هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْهَذِهِلَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ )) [يونس: 22]، ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )) ((وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ))، ((وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآَتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ))[الرحمن: 24] لا يحصل جريان الفلك على وجه البحر إلا بتسخير ثلاثة أشياء، قال الرازي: -الرياح التي تجري على وفق المراد - خلق وجه الماء على الملاسة التي تجري عليها الفلك - خلق الخشبة على وجه تبقى طافية على وجه الماء ولا تغوص فيه وهذه الأحوال الثلاثة لا يقدر عليها واحد من البشر فلا بد من موجد قادر عليها وهو الله سبحانه وتعالى وتسمى السفينة فلكًا لأنها تدور مع الماء بسهولة. ظلمات البحر: ((قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ )) [الأنعام: 63] ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ )) [الأنعام: 97] وجاءت ظلمات البحر لبيان كمال رحمة الله تعالى بنجاة من أراد من خلقه منها. شمول علم الله تعالى على ما في البحر ((وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) الأنعام. وتخصيص البحر بالذكر في الآية لأنه من أعظم مخلوقات الله أو لأنه أكثر ما يشاهده الناس ويتطلعون لعلم ما فيه. وعلم الله تعالى لما في البحر مثال محسوس مكمل للعظمة الحاصلة تحت قوله ((وعنده مفاتح الغيب..)) الضُر والغرق في البحر ((وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا )) الإسراء. جاء البحر في القرآن الكريم على أنه من مظان الضر والغرق من الله تعالى على من خالف أمره وأشرك مع الله تعالى أحدًا من خلقه. الحاجز بين البحرين ((وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا)). الفرقان. ((أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) النمل. ((مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ)).الرحمن. هذا الحاجز بين البحرين لحكمة من الله تعالى فيه منافع للناس وفيه عظيم قدرة الله تعالى الذي منع اختلاط ماء البحرين. والحاجز بين البحرين المالح والعذب من خصائص ربوبية الله تعالى. الفساد في البحر جاء في القرآن ما يدل على ظهور الفساد في البحر في قوله تعالى: ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) الروم. وقال ابن جزري: وظهور الفساد في البحر بالغرق وقلة الصيد وكساد التجارات وشبه ذلك وكل ذلك بسبب ما فعله الناس من الكفر والعصيان. امتلاء البحر دون أن يفيض جاء قسم لله تعالى بالبحر المسجور: الممتلئ، وهو مع امتلائه لا يفيض ويجري ويغمر وجه الأرض وذلك في قوله تعالى: ((وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)) الطور. وهذا الأغلب من معاني السّجر. وقال الطبري: وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصواب قول من قال: معناه البحر المملوء المجموع ماؤه بعضه في بعض، وذلك أن الأغلب من معاني السجر: الإيقاد، كما يقال سجرتُ التنور بمعنى أوقدت، أو الامتلاء.. فإذا كان الأغلب من معاني السجر وكان البحر غير موقد اليوم وكان الله تعالى ذكره قد وصفه بأنه مسجور فبطل عنه إحدى الصفتين وهو الإيقاد، صحّت الصفة الأخرى التي هي له اليوم وهو الامتلاء لأنه كل وقت ممتلئ. التمثيل بالبحر ورد في القرآن ضرب المثل بالبحر بأن لو كان مدادًا لكلمات الله تعالى لنفد البحر وما نفدت كلمات الله تعالى ((قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا)) الكهف. ولو أن شجر الأرض كلها بُريت أقلامًا والبحر لهذه الأقلام مدادًا ومن بعده سبعة أبحر تكتب كلام الله تعالى بذلك المداد من البحار لتكسرت الأقلام ولنفد المداد ولم تنفد كلمات الله وعلمه تعالى: ((وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)) لقمان. تسجير البحر من أحوال البحر في القرآن التي تكون من أشراط الساعة وفيها الدلالة على وحدانية الله تعالى ما جاء في قوله تعالى: ((وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ التكوير)) ((وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)) الانفطار. وتسجير البحر وتفجيره هو تغير لأحوال البحار عن صورتها المعهودة ومن الأشياء التي إذا وقعت حينها علمت كل نفس ما حضر لديها من الأعمال التي قدّمتها. رابط الموضوع: http://islamiyyat.3abber.com/post/254648 الكاتب :عبدالله بن عبدالرحمن الرومي